بسبب خفض الدعم الأمريكي.. «الصحة العالمية» تسرّح موظفين وتغلق مكاتب
بسبب خفض الدعم الأمريكي.. «الصحة العالمية» تسرّح موظفين وتغلق مكاتب
أقرّ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غبرييسوس، الثلاثاء، بأنّ خفض التمويل الأمريكي خلّف فجوة هائلة في الميزانية، دفعت المنظمة الأممية إلى اتخاذ إجراءات تقشفية واسعة تشمل خفض العمليات وتسريح عدد من الموظفين.
وفي كلمته الافتتاحية أمام الدول الأعضاء، قال تيدروس: "إن الخفض المفاجئ في الدخل ترك لنا فجوة كبيرة في الرواتب، ولم يترك لنا خياراً سوى تقليص نطاق عملنا وقوتنا العاملة"، وفق فرانس برس.
انسحاب أمريكي
استعدّت منظمة الصحة العالمية لتداعيات قرار الولايات المتحدة، أكبر مموليها حتى الآن، بالانسحاب الكامل وكانت واشنطن قدّمت خلال الفترة 2022-2023 نحو 1.3 مليار دولار للمنظمة، معظمها على شكل إسهامات طوعية لمشاريع محددة، وليس رسوم عضوية ثابتة.
وأوقفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دفع رسوم العضوية المتفق عليها لعامي 2024 و2025، وجمّدت المساعدات الخارجية الأمريكية بصورة شبه تامة، بما في ذلك تلك الموجهة للمشاريع الصحية العالمية.
إعادة هيكلة
بدأت المنظمة التفكير في هيكل تنظيمي جديد قدمه تيدروس للموظفين والدول الأعضاء، سعياً للتأقلم مع الوضع المالي المتدهور، وكشف المدير العام أن المنظمة تواجه فجوة في رواتب الموظفين للفترة 2026-2027 تراوح بين 560 و650 مليون دولار، أي ما يقارب 25% من إجمالي تكاليف الموظفين حالياً.
وأوضح أن المنظمة ستبدأ بإعادة هيكلة من القمة، حيث سيتم تقليص فريق القيادة العليا في المقر الرئيسي بجنيف من 12 إلى 7 أفراد، وتخفيض عدد الأقسام من 76 إلى 34.
تأثير متفاوت على الأقاليم
أوضح تيدروس أن المكاتب الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية ستتأثر بدرجات متفاوتة، مرجحاً إغلاق بعض المكاتب في البلدان ذات الدخل المرتفع، وشدد على أن هذه القرارات، رغم قسوتها، كانت ضرورية للحفاظ على الحد الأدنى من الاستمرارية، مؤكداً أن "هذه قرارات مؤلمة جداً بالنسبة إلينا جميعاً".
كانت الدول الأعضاء قد وافقت عام 2022 على زيادة كبيرة في رسوم العضوية لتقليل الاعتماد على الإسهامات الطوعية غير المضمونة والمحددة الأهداف.
ووفقاً لتيدروس، فإن هذه الخطوة ساعدت على تخفيف آثار الأزمة، إذ من المتوقع أن تتلقى المنظمة 1.07 مليار دولار كرسوم عضوية للفترة 2026-2027، حتى في حال عدم إسهام الولايات المتحدة.
دعوة للاعتماد على الذات
اعتبر تيدروس أن تأثير وقف الدعم الأمريكي كان "حاداً جداً"، لا سيما في البلدان النامية التي تعتمد على مشاريع الصحة العالمية.
وقال إن المنظمة ستضطر إلى التركيز على أولوياتها الأساسية، وتقديم الدعم للدول التي تسعى للتحوّل من الاعتماد على المساعدات إلى بناء نظم صحية تعتمد على قدراتها الذاتية.
تُعدّ الولايات المتحدة منذ عقود أكبر ممول لمنظمة الصحة العالمية، لكن علاقتها بالمنظمة توترت خلال إدارة ترامب، التي اتهمت المنظمة بسوء الإدارة خلال جائحة كوفيد-19، ومنذ ذلك الحين، خضعت آليات التمويل الدولية لإعادة نظر واسعة، في ظل دعوات لتعزيز استقلالية المؤسسات الأممية عن التمويل السياسي المشروط.